الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد «تيداكس » قرطاج في دورتها الخامسة: دعوا الشباب يحلم.. دعوا الشباب يحقق طموحاته

نشر في  07 أفريل 2015  (15:42)

غادرتُ تظاهرة «تيداكس قرطاج» التي انتظمت يوم الأحد 5 أفريل وسؤال وحيد يخامر ذهني: لماذا تنجح هذه التظاهرة في شحذ العزائم وفي زرع الأمل وإهداء الحلم عندما يعجز غالب السياسيين عن ذلك؟

تنفخ فيك خطابات مختلف الضيوف المتدخلين في «تيداكس قرطاج» روح المبادرة وتحلق بك بعيدا عن الجمود وخطابات الإحباط وجلد النفس فتتساءل لماذا لا تُقدم مثل هذه التظاهرات داخل تراب الجمهورية حتى ينتفع بها الشباب وينظروا بصفة إيجابية الى بلادهم وإلى أنفسهم فتكون طموحاتهم أكبر وتحدياتهم أجمل؟

تحت عنوان «غليان»، دعا حسام عوادي منظم تظاهرة «تيداكس» في دورتها الخامسة عددا من الضيوف الذين أكدوا على أهمية الاستثمار في الشباب وإيلاء الاهتمام للطاقات الصاعدة.

Inspire - connect - act

قدّم المحاضر والمستثمر الهولاندي «ايزو فاندراقار» -الذي سبق له ان صنع سيارة تعمل بالطاقة الشمسية- عصارة تجربته قائلا إنّه على الشباب أن ينظر الى المستقبل وأن تكون له رؤية وطاقة إيجابية حتى يتمكن من تجاوز الصعاب وتحقيق أحلامه وطموحاته.. وشدّد «إيزو» على فكرة الاستثمار في الشباب مستعملا عبارة «Invest in youth, youth and youth» وختم بقوله «اندثار الديناصورات في يوم ما يعني أنّ كل شيء ممكن».

"موفيدا" اقتصادية وثقافية تعتمد على الشباب

 ثم تتالت المحاضرات التي ذهبت في اتجاه ضرورة خلق "موفيدا" (حركية) اقتصادية وثقافية تعتمد على الشباب.. ومن المداخلات التي استوقفتنا، تلك التي قدمتها باعثة مؤسسة Cogite ريم البوندي التي ضربت مثل الشاب ميلود الطبابي من الرديف الذي كان عاطلا عن العمل ثمّ أطلق مبادرة لتنظيف شوارع المدينة إيمانا منه بضرورة تغيير واقع المنطقة بمبادرات شبابية قد تكون بسيطة في ظاهرها لكنها عميقة في معناها.. ودعت ريم البوندي الشباب الى أن يبادر ويقترح ويساهم في تغيير واقعه وفي الضغط على الحكومات حتى تستجيب لرؤاه. 

ماهي التحديات التي يجب رفعها خلال الـ100 سنة القادمة؟

وأمّا الباعث الشاب «نايت موك» فقد استعرض تفاصيل الرحلة التي قادته الى عدد من البلدان الأروبية والآسيوية (20 ألف كلم) على متن سيارة صغيرة والتي تحدى فيها الحدود الجغرافية بكل ما تتضمنه هذه المغامرة من صعوبات داعيا الى التفكير في التحديات التي يجب رفعها خلال الـ100 سنة القادمة.

ولعل المداخلة التي قدمتها الفرنسي والتونسي الأصل سارج مواتي Serge Moati أعطت بعدا آخر للتظاهرة حيث أكّد مواتي على أهمية الذاكرة وعلى قيمة التسامح، وهو التونسي اليهودي الذي غادر تونس في الحادية عشر من عمره والذي ظلّ يعود الى وطنه الأول، مناديا كلّ مرة بإعلاء قيم التآخي والتسامح.

شيراز بن مراد